كيفية التعامل مع العلاقات السامة والخروج منها بأمان

كيفية التعامل مع العلاقات السامة والخروج منها بأمان من أكثر المواضيع جدلاً في عصرنا الحالي حيث أصبحت العلاقات جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية سواء كانت العلاقات على صعيد العمل أو الصداقات او العائلة او علاقة حميمية لكن ليست كل علاقة علاقة صحية فهناك علاقات تسرق طاقتك وسعادتك وحبك للحياة وحتى ممارسة الحياة الطبيعية وهذه النوع من العلاقات تعرف بالعلاقات السامة.

في هذا المقال سنقدم دليلاً شاملاً يساعدك على التعرف على العلاقة السامة وفهم أضرارها ومعرفة الطرق العملية للتعامل معها أو الخروج منها بأمان حتى تستعيد حياتك وتبني حدوداً صحية تحميك مستقبلاً.

ما هي العلاقة السامة وكيف أتعرف عليها

العلاقة السامة هي تلك العلاقة التي تسرق منك كل شيء جميل دائماً انها لا تحميك بل بالعكس تماماً تضرك دائماً لا تعرف أنت كيف تخرج منها مهما حاولت أن تهدئها ووجود الألم النفسي والعنف الذي لا ينتهي يحرقك ويحرق ذاتك أيضاً ويسلب منك شعورك اتجاه نفسك ومهما أنكرت أنها لا تضرك إنها تضرك دون أن تشعر سواء كان ذلك الضرر نفسياً أو جسدياً.

غالباً ما تشعر أن هذه العلاقة تستهلكك بدلاً من أن تغذيك وأنك تخسر نفسك كل يوم أكثر مما تكسب.

كيف أعرف أني في علاقة سامة من العلامات الواضحة

• شعور دائم بالخوف أو القلق عند التعامل مع الطرف الآخر
• التقليل من شأنك أو السخرية منك بشكل متكرر
• محاولات للتحكم في قراراتك أو حياتك اليومية
• عزلك عن الأصدقاء والعائلة أو تقييد علاقاتك
• تحميلك اللوم دائما وكأنك السبب في كل مشكلة
• وعود متكررة بالإصلاح دون أي تغيير حقيقي
• استخدام التهديد أو الابتزاز العاطفي للسيطرة
• نقد جارح وتشويه مستمر لثقتك بنفسك

لماذا يستمر البعض في العلاقات السامة رغم الألم

السبب الرئيسي لبقاء بعض الناس في العلاقات السامة هو الفراغ أي كان أو عدم الاكتفاء بأنفسهم بعضهم يخافون من التغيير وعدم تقبل الواقع والبقاء في نفس منطقة الراحة أو لعدم وجود شخص آخر يحل مكانه. وآخرون يستمرون بمجرد أن لهم أمل كبير اتجاه الشخص وأنه ربما يتغير وهذا يصيبهم بالهشاشة النفسية وقد يكون التهديد من قبل الآخرين سبباً للبقاء والاستمرار رغم الألم.

ما هي أضرار العلاقات السامة على الصحة النفسية والجسدية

العلاقات السامة لا تؤثر فقط على مشاعرك بل تمتد لتؤذي جسدك أيضاً. من الناحية النفسية قد تسبب اكتئاباً، قلقاً، انعدام ثقة بالنفس واضطرابات في النوم أما جسدياً فقد تعاني من صداع متكرر، إرهاق مزمن، مشاكل في الهضم، وحتى ضعف في جهاز المناعة. الاستمرار في علاقة سامة يعني أنك تدفع صحتك ثمناً لها دون أن تشعر.

هل يمكن إصلاح العلاقة السامة أم يجب الانفصال

يمكن إصلاح علاقة سامة إذا كان الشخص ذاته اعترف بأخطائه ومستعد للتغيير نحو الأفضل من خلال العلاج والوعي أكثر. يجب الانفصال إذا الشخص يكرر نفس السلوكيات ولا يهتم ولا يلتزم بوعوده رغم الوعد ولا مجال للتغيير.

كيف أخرج من العلاقة السامة بأمان ودون خسائر كبيرة

• كتابة قائمة بالأسباب التي تجعلك تريد المغادرة حتى لا تتراجع
• تجهيز خطة مالية ومكان آمن في حال كان هناك اعتماد مادي أو تهديد
• بناء شبكة دعم من الأصدقاء أو العائلة لمساندتك
• تقليل التواصل تدريجياً حتى لا تتعرض لانتكاسات عاطفية
• اللجوء إلى مختص نفسي أو قانوني إذا لزم الأمر

الفيديو الأول: خطوات التعرف على العلاقة السامة وكيفية التعامل معها

كيف أتعامل مع شريك سام

• ضع حدوداً واضحة لا تسمح بتجاوزها
• تجنب الجدال الطويل الذي يستهلك طاقتك
• استخدم لغة حازمة وهادئة دون انفعال
• وثق الأحداث إذا كان هناك تهديد أو عنف
• لا تعتمد على وعود التغيير دون أفعال ملموسة

كيف أضع حدود صحية تمنع التلاعب والسيطرة

• تحديد وقتك الخاص وعدم السماح بالسيطرة عليه
• عدم قبول الإهانة أو السخرية بأي شكل
• توضيح أنك لن تتسامح مع أي تهديد أو عنف
• احترام خصوصيتك الرقمية وحياتك الاجتماعية

الفيديو الثاني: كيفية التعافي بعد الخروج من علاقة سامة

كيف أتعافى بعد الخروج من علاقة سامة وأستعيد ثقتي بنفسي

• الاعتراف أنك مررت بتجربة صعبة وأنك تحتاج وقتاً للشفاء
• ممارسة عادات صحية مثل الرياضة والنوم الجيد
• العودة إلى هواياتك وأنشطتك التي تمنحك السعادة
• التحدث مع صديق مقرب أو معالج نفسي لدعمك
• وضع أهداف جديدة لحياتك لبناء مستقبل مختلف

الأبحاث والدراسات حول العلاقات السامة

دراسة أجراها جون غوتمن جامعة واشنطن اعتمدت على مراقبة الأزواج داخل مختبر لدراسة التفاعل الزوجي وأظهرت أن أنماط التواصل السلبية مثل الانتقاد والازدراء والانعزال والتصلب هي مؤشرات قوية لتفكك العلاقة وأن التعرف على هذه العلامات يساعد في كيفية التعامل مع العلاقات السامة والخروج منها بأمان.

أبحاث جانيس كيكولت غلاسر معهد أبحاث السلوك جامعة أوهايو بينت أن التوتر المزمن الناجم عن الخلافات العاطفية والعدائية داخل العلاقة يضعف الاستجابة المناعية ويزيد من مخاطر الأمراض الجسدية مما يوضح التأثير الجسيم للعلاقات السامة على الصحة البدنية والنفسية ويعزز أهمية الخروج منها بأمان وطلب دعم مختصين.

تقارير منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن العنف بين الشركاء الحميمين شائع عالمياً وأن نحو ثلث النساء يتعرضن لشكل من أشكال العنف من قبل شريك حميم في مرحلة من حياتهن وهذه الإحصائية تؤكد خطورة العلاقات السامة وتبرز الحاجة لإجراءات وقائية ودعم مبني على أدلة.

أبحاث هازان وشافر جامعة كاليفورنيا ربطت بين أنماط التعلق في الطفولة وسلوكيات الارتباط في البلوغ وأوضحت أن الأشخاص ذوي التعلق القلق أو المتجنّب هم أكثر عرضة للاستمرار في علاقات سامة أو لتكرارها وأن تعديل أنماط التعلق مع معالج نفسي يمكن أن يكون جزءاً محورياً في الخروج من العلاقة بأمان.

دراسات كيث كامبل جامعة جورجيا تناولت الشخصية النرجسية وتأثيرها على العلاقات الرومانسية وأظهرت أن أنماط التلاعب العاطفي ونقص التعاطف المرتبطة بالنرجسية تزيد من احتمال نشوء علاقة سامة وأن الوعي بهذه السمات يساعد في كيفية التعامل مع العلاقات السامة والخروج منها بأمان.

ما الفرق بين العلاقة السامة والعلاقة العادية

الجانب	العلاقة العادية	العلاقة السامة
التعامل مع الخلاف	الحوار والاحترام	الإهانة والسيطرة
التأثير على النفس	دعم متبادل	استنزاف نفسي وعاطفي
الالتزام بالوعود	وفاء بالوعود	تكرار السلوكيات الضارة وعدم الالتزام
الحدود الشخصية	احترام الخصوصية	تجاوز مستمر للحدود
الأمثلة	اختلافات بسيطة تُحل	انتقاد دائم، تحكم، تهديد

كيف أحمي نفسي من الدخول في علاقة سامة جديدة

• لا تتسرع في الالتزام قبل أن تعرف الشخص جيداً
• راقب سلوكه عند الغضب وليس فقط في الأوقات الجيدة
• اسمع لرأي أصدقائك المقربين إذا لاحظوا سلوكيات مقلقة
• تأكد أن العلاقة مبنية على احترام متبادل واستقلالية
• ضع حدودك منذ البداية ولا تتنازل عنها

الأسئلة الشائعة

هل يمكن أن يكون أحد أفراد العائلة علاقة سامة وكيف أتعامل معه

نعم يمكن أن يكون، والحل هو وضع حدود واضحة وتقليل التواصل إذا لزم الأمر.

هل الصداقة السامة أخطر من العلاقة العاطفية السامة

كلاهما مؤذٍ، لكن الصداقة السامة تستنزفك ببطء لأنها قد تبدو طبيعية في البداية.

كيف أساعد صديقي أو صديقتي في الخروج من علاقة سامة

استمع له دون حكم، وقدم دعماً عاطفياً ومعلومات عملية، وكن بجانبه أثناء اتخاذ القرار.

متى أحتاج إلى تدخل قانوني بسبب العلاقة السامة

إذا كان هناك تهديد مباشر، عنف، أو ابتزاز بأي شكل من الأشكال.

✍ كتب بواسطة أفنان عبد العزيز