JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Home

كيف تعرف أنك تعاني من الاكتئاب الحاد؟ العلامات التي لا يجب تجاهلها | أفنان عبد العزيز

كيف تعرف أنك تعاني من الاكتئاب الحاد؟ العلامات التي لا يجب تجاهلها

رسم رمزي يوضح الاكتئاب الحاد من خلال شخص جالس تحت سحابة رمادية مع ضوء أمل خافت في الخلفية

هل تشعر أحيانًا أن كل شيء فقد معناه؟ أن الطاقة اختفت من داخلك، حتى أبسط المهام اليومية تبدو ثقيلة وكأنها جبل؟ هذه المشاعر قد لا تكون مجرد حزن مؤقت بل مؤشر على حالة أعمق تُعرف باسم الاكتئاب الحاد – Major Depression، وهي من أكثر الاضطرابات النفسية تأثيرًا في العالم الحديث.

يُعد الاكتئاب الحاد من أكثر الأمراض النفسية التي تتسلل بصمت إلى حياة الإنسان، فيغير طريقة تفكيره، ونظرته للحياة، وحتى إحساسه بجسده. ما يجعل الأمر أكثر صعوبة هو أن كثيرًا من الأشخاص يعيشون سنوات طويلة دون إدراك أنهم يعانون من أعراض الاكتئاب الحاد النفسية والجسدية، لأنهم يظنون أن ما يمرون به مجرد "مرحلة صعبة" ستنتهي مع الوقت. لكن الأمر أعقد بكثير، فهذا اكتئاب حاد ليست حالة عابرة أبداً.

في الواقع، تشير الدراسات إلى أن أكثر من 280 مليون شخص حول العالم يعانون من أشكال مختلفة من الاكتئاب، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية (WHO)، ويُعد الاكتئاب الحاد أحد أخطر هذه الأنواع لأنه يؤثر على كيمياء الدماغ بشكل مباشر ويحتاج إلى تدخل علاجي متخصص.

الوعي هو الخطوة الأولى للعلاج، وفهم الأعراض هو المفتاح الأساسي لاكتشاف المرض في مراحله الأولى قبل أن يتفاقم ويؤثر على الصحة النفسية والجسدية معًا. في هذا المقال، سنغوص معًا بعمق لتتعرف على أعراض الاكتئاب الحاد النفسية والجسدية، وكيف تميزها عن الحزن الطبيعي، وما الذي يمكنك فعله إن وجدت نفسك في منتصف هذه الدائرة.


 

ما هو الاكتئاب الحاد (Major Depression)

الاكتئاب الحاد، ويُعرف علميًا باسم الاكتئاب الكبير أو (Major Depressive Disorder – MDD)، هو اضطراب نفسي يؤثر على مشاعر الإنسان، وطريقة تفكيره، وسلوكه اليومي، بحيث يشعر الشخص بحزن شديد ومستمر، وفقدان للاهتمام بالأشياء التي كانت تمنحه السعادة من قبل.

لكن الفرق الجوهري بين الحزن العابر والاكتئاب الحاد هو الاستمرارية والعمق. فالحزن الطبيعي يأتي نتيجة موقف محدد ويزول تدريجيًا، أما الاكتئاب الحاد فهو حالة طويلة الأمد تمتد لأسابيع أو أشهر وقد تستمر سنوات دون علاج.

من الناحية العلمية، يحدث الاكتئاب الحاد عندما يختل توازن بعض المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين (Serotonin) و الدوبامين (Dopamine)، وهي النواقل العصبية المسؤولة عن الشعور بالسعادة والمكافأة. هذا الاضطراب الكيميائي يؤدي إلى تغيّر في طريقة عمل الدماغ، مما ينعكس على التفكير والمزاج والنوم وحتى الشهية.

وتشير الدراسات النفسية إلى أن الاكتئاب الحاد لا يرتبط فقط بعوامل نفسية، بل يمكن أن يكون له أسباب وراثية، هرمونية، أو بيئية. على سبيل المثال، الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة به، كما أن الضغوط المستمرة أو الصدمات العاطفية أو فقدان شخص عزيز قد تكون الشرارة التي تُفعّل المرض.

يصف الأطباء النفسيون الاكتئاب الحاد بأنه حالة من “التجمّد العاطفي”، حيث يشعر المريض وكأنه منفصل عن العالم، لا يستطيع الفرح ولا يجد دافعًا للحياة، حتى لو كان محاطًا بكل ما يُفترض أن يجعله سعيدًا. هذه الحالة يمكن أن تؤثر على الدراسة، العمل، والعلاقات الاجتماعية بشكل كبير إن لم تُعالج في الوقت المناسب.

من المهم أن تعلم أن الاكتئاب الحاد ليس ضعفًا في الشخصية ولا قلة إيمان، بل هو اضطراب نفسي بيولوجي معقد يحتاج إلى فهم وعلاج، تمامًا كما تحتاج أي مشكلة صحية أخرى إلى رعاية طبية متخصصة.

ما هي الأعراض النفسية للاكتئاب الحاد؟ وكيف تعرف أنك تعاني منه فعلًا؟

عندما يُصاب الإنسان بـ (الاكتئاب الحاد – Major Depression)، لا تظهر العلامات فجأة، بل تتسلل تدريجيًا في حياته حتى تصبح جزءًا من يومه. وقد يظن البعض أنهم "فقط متعبون أو مرهقون"، لكن الحقيقة أن هناك مجموعة من الأعراض النفسية المميزة التي يمكن أن تساعدك في معرفة إن كنت تعاني من أعراض الاكتئاب الحاد النفسية والجسدية.

أبرز العلامات النفسية التي تدل على الاكتئاب الحاد:

  1. فقدان الاهتمام بالحياة: تبدأ بفقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة التي كنت تستمتع بها سابقًا، مثل الهوايات أو الجلوس مع الأصدقاء أو حتى الأكل والنوم.
  2. شعور دائم بالحزن أو الفراغ الداخلي: لا تحتاج إلى سبب واضح لتشعر بـ الحزن. إنه شعور عام بالثقل والانكسار الداخلي، وكأنك تعيش في "ضباب عاطفي" لا ينتهي.
  3. انخفاض الطاقة وصعوبة التركيز: يعاني المصاب بالاكتئاب الحاد من ضعف في التركيز، وصعوبة في اتخاذ القرارات، وحتى أداء المهام البسيطة يصبح عبئًا نفسيًا.
  4. الشعور بالذنب أو انعدام القيمة: يشعر المريض بأنه عديم الفائدة، أو أنه سبب معاناة الآخرين، وغالبًا ما يبالغ في انتقاد ذاته بشدة.
  5. اليأس وفقدان الأمل في المستقبل: هذه من أكثر العلامات خطورة، إذ يفقد الشخص إيمانه بجدوى الحياة ويشعر أن لا شيء سيتحسن مهما فعل.
  6. اضطراب النوم: قد ينام كثيرًا جدًا (Hypersomnia) أو يعاني من الأرق المتواصل (Insomnia). كلاهما مرتبط باضطراب المزاج.
  7. الانعزال الاجتماعي: يبتعد المصاب عن الآخرين تدريجيًا، يرفض التواصل، ويختلق الأعذار لتجنّب المناسبات أو اللقاءات العائلية.
  8. الأفكار السلبية المتكررة أو الانتحارية: في المراحل المتقدمة، قد تسيطر على المريض أفكار حول الموت أو الرغبة في إنهاء الألم. وهي حالة تستدعي تدخلًا فوريًا من مختص نفسي.

من المهم أن تدرك أن وجود عرض أو عرضين لا يعني بالضرورة أنك مصاب بالاكتئاب الحاد، ولكن إذا استمرت هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين متتاليين وأثرت على جودة حياتك، فربما حان وقت طلب المساعدة.

وقد أشارت دراسة نُشرت في مجلة Psychological Medicine إلى أن تجاهل الأعراض النفسية في مراحلها الأولى يزيد من احتمالية تطورها إلى اكتئاب مزمن يصعب علاجه لاحقًا.

ما هي الأعراض الجسدية للاكتئاب الحاد التي لا يجب تجاهلها

يعتقد الكثيرون أن الاكتئاب مجرد حالة نفسية، لكن العلم أثبت أن له تأثيرًا حقيقيًا على الجسد. فالعقل والجسم يعملان في نظام مترابط، وما يؤثر على أحدهما ينعكس مباشرة على الآخر. لهذا فإن أعراض الاكتئاب الحاد النفسية والجسدية لا تنفصل، بل تتداخل بطريقة تجعل المريض يشعر بآلام حقيقية دون سبب عضوي واضح.

أكثر الأعراض الجسدية شيوعًا لدى المصابين بالاكتئاب الحاد:

  1. آلام مزمنة غير مفسَّرة طبيًا: مثل الصداع المستمر، آلام المفاصل، آلام أسفل الظهر، أو ثقل في الأطراف. وغالبًا لا يُظهر الفحص الطبي أي سبب عضوي لهذه الأوجاع.
  2. اضطراب في الشهية والوزن: قد يفقد المريض شهيته تمامًا، أو بالعكس يأكل بشراهة مفرطة كطريقة للهروب من المشاعر السلبية، مما يؤدي إلى فقدان أو زيادة واضحة في الوزن.
  3. مشكلات في الجهاز الهضمي: من أكثر الأعراض الجسدية وضوحًا، مثل الغثيان، الإمساك، أو اضطراب القولون العصبي، نتيجة ارتباط الأمعاء بالدماغ عبر ما يسمى محور الأمعاء-الدماغ (Gut-Brain Axis).
  4. التعب المستمر وانخفاض الطاقة: يشعر المصاب بإرهاق دائم حتى بعد النوم، كأن جسده لا يتعافى أبدًا. وهذا التعب ناتج عن تغيرات هرمونية ونقص في إفراز الطاقة العصبية.
  5. تسارع ضربات القلب أو ضيق التنفس: في بعض الحالات، يشعر المريض بنوبات من الخفقان أو ضيق الصدر، مما يجعله يظن أنه يعاني من مرض قلبي، بينما السبب نفسي في الأصل.
  6. تغير في الرغبة الجنسية: يعاني كثير من المصابين بالاكتئاب الحاد من ضعف أو فقدان الاهتمام بالعلاقة الحميمة، نتيجة تغيرات هرمونية وانخفاض مستويات الدوبامين.
  7. اضطرابات النوم الجسدية: مثل الاستيقاظ المتكرر، أو النوم القلق، أو الشعور بعدم الراحة حتى بعد ساعات نوم طويلة.

دراسة صادرة عن جامعة هارفارد أشارت إلى أن 60% من المصابين بالاكتئاب الحاد يشتكون من أعراض جسدية واضحة قبل ظهور الأعراض النفسية، مما يجعل التشخيص صعبًا في البداية. لذا من المهم عدم تجاهل هذه العلامات حتى وإن بدت "جسدية بحتة"، لأن مصدرها قد يكون نفسيًا بامتياز.

ما أسباب الاكتئاب الحاد؟ تعرف على العوامل النفسية والجسدية المؤثرة

كثير من الناس يتساءلون: لماذا أصبت بالاكتئاب الحاد؟ هل هناك سبب محدد؟ الحقيقة أن الاكتئاب الحاد لا يظهر من فراغ، بل هو نتيجة تفاعل معقد بين عوامل نفسية، جسدية، وبيئية. وفيما يلي أبرز الأسباب التي تم تحديدها وفق الأبحاث العلمية الحديثة:

  1. العوامل البيولوجية والكيميائية: الدماغ يحتوي على مجموعة من النواقل العصبية (Neurotransmitters) التي تنظم المزاج مثل السيروتونين (Serotonin) والدوبامين (Dopamine) والنورأدرينالين (Norepinephrine). عندما يحدث خلل في توازن هذه المواد، تنخفض قدرة الدماغ على الإحساس بالرضا والسعادة، فيبدأ الشخص بالدخول في دائرة من أعراض الاكتئاب الحاد النفسية والجسدية.
  2. العوامل الوراثية: تشير الدراسات إلى أن من لديه أحد الوالدين أو الأقارب من الدرجة الأولى مصاب بالاكتئاب، يكون أكثر عرضة للإصابة به بنسبة تصل إلى 40%، مما يدل على أن الجينات قد تلعب دورًا واضحًا في زيادة احتمالية الإصابة.
  3. العوامل النفسية والعاطفية: التعرض لصدمات قوية مثل فقدان شخص عزيز، أو التعرض للعنف، أو التنمر المستمر، يمكن أن يغيّر بنية التفكير العاطفي لدى الشخص ويقوده تدريجيًا نحو الاكتئاب. كذلك الأشخاص ذوو الشخصيات الحساسة أو الذين يميلون إلى الكمال المفرط يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الحاد عند مواجهة الفشل أو الضغوط.
  4. العوامل البيئية ونمط الحياة: الضغوط اليومية المستمرة، قلة النوم، العمل المرهق، والعزلة الاجتماعية تضعف مقاومة الجسم والدماغ للتوتر. وقد بيّنت دراسة نُشرت في Journal of Psychiatry Research أن الأشخاص الذين يعيشون في بيئات سلبية خالية من الدعم الاجتماعي يعانون من معدلات أعلى للاكتئاب الحاد بنسبة 60% مقارنة بغيرهم.
  5. العوامل الهرمونية: تغير مستويات الهرمونات في الجسم، مثل هرمون الكورتيزول (Cortisol) المسؤول عن التوتر، يمكن أن يؤدي إلى اضطراب المزاج. كما أن النساء أكثر عرضة لتقلبات الهرمونات أثناء الحمل، الولادة، أو سن اليأس، مما يزيد احتمال ظهور أعراض الاكتئاب الحاد النفسية والجسدية لديهن.

كيف يتم تشخيص الاكتئاب الحاد؟ علامات الطبيب النفسي التي تؤكد الإصابة

من أكثر الأسئلة بحثًا في جوجل: كيف أعرف أن ما أشعر به هو اكتئاب حاد وليس مجرد حزن؟ الإجابة تكمن في التشخيص السريري الدقيق الذي يقوم به الطبيب النفسي (Psychiatrist) من خلال مجموعة من المعايير العلمية.

الخطوات الأساسية في تشخيص الاكتئاب الحاد:

  1. التقييم النفسي المفصل: يسألك الطبيب عن حالتك المزاجية، نومك، شهيتك، علاقاتك، ومستوى الطاقة لديك. الهدف هو فهم مدى تأثير الأعراض على حياتك اليومية.
  2. المعايير العالمية (DSM-5): يعتمد الأطباء على دليل تشخيص الاضطرابات النفسية (DSM-5)، والذي يشترط وجود خمسة أعراض أو أكثر من أعراض الاكتئاب لمدة لا تقل عن أسبوعين، على أن يكون أحدها إما فقدان الاهتمام أو الحزن المستمر.
  3. الفحوص الطبية المساندة: أحيانًا يتم إجراء تحاليل دم للتأكد من أن الأعراض ليست ناتجة عن خلل في الغدة الدرقية، فقر الدم، أو نقص فيتامين (D) أو (B12).
  4. مقاييس تقييم الاكتئاب: مثل مقياس Beck Depression Inventory، وهو اختبار نفسي يستخدم لقياس شدة الاكتئاب بناءً على إجاباتك على مجموعة من الأسئلة.
  5. ملاحظة السلوك والانفعالات: يعتمد الأطباء أيضًا على لغة الجسد، نبرة الصوت، وطريقة التفكير أثناء المقابلة لتحديد عمق الحالة ودرجة تأثيرها.

تشخيص الاكتئاب الحاد لا يعتمد على اختبار واحد، بل هو تجميع لمجموعة من الأدلة السلوكية والجسدية. لذلك، من المهم مراجعة مختص عند ملاحظة الأعراض، لأن التشخيص المبكر يزيد فرص العلاج والشفاء بنسبة كبيرة جدًا.

ما أفضل طرق علاج الاكتئاب الحاد؟ بين العلاج النفسي والدوائي

إذا كنت تتساءل: هل يمكن علاج الاكتئاب الحاد نهائيًا؟ فالإجابة هي نعم، في معظم الحالات يمكن السيطرة على الأعراض تمامًا واستعادة التوازن النفسي. العلاج يعتمد على شدة الحالة واستجابة المريض، وغالبًا ما يستخدم الأطباء خطة علاجية مزدوجة تشمل العلاج النفسي والدوائي.

أولًا: العلاج النفسي (Psychotherapy)

يُعتبر من أهم وأقوى الطرق في علاج (أعراض الاكتئاب الحاد النفسية والجسدية)، لأنه يساعد المريض على فهم ذاته والتعامل مع أفكاره السلبية. ومن أشهر أنواعه:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT – Cognitive Behavioral Therapy): يساعد على تغيير أنماط التفكير السلبية واستبدالها بأفكار واقعية إيجابية.
  • العلاج النفسي الديناميكي (Psychodynamic Therapy): يهدف إلى معالجة الجذور العاطفية القديمة التي سببت الاكتئاب.
  • العلاج الجماعي أو الأسري: يخفف الإحساس بالعزلة ويخلق دعمًا اجتماعيًا قويًا للمريض.

ثانيًا: العلاج الدوائي (Medication)

في حالات الاكتئاب الحاد، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للاكتئاب مثل:

  • SSRIs (Selective Serotonin Reuptake Inhibitors): مثل سيرترالين (Sertraline) وفلوكستين (Fluoxetine).
  • SNRIs (Serotonin-Norepinephrine Reuptake Inhibitors): مثل دولوكستين (Duloxetine) وفينلافاكسين (Venlafaxine).

هذه الأدوية تعمل على إعادة توازن النواقل العصبية في الدماغ وتخفيف الأعراض تدريجيًا خلال أسابيع. ويجب ألا يتم تناولها دون إشراف طبي لأن اختيار الدواء والجرعة يختلف من شخص لآخر.

ثالثًا: العلاج بأساليب مساندة

  • ممارسة التأمل وتمارين التنفس تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل القلق.
  • ممارسة الرياضة بانتظام، حيث أثبتت الدراسات أن النشاط البدني يرفع من مستوى السيروتونين الطبيعي.
  • تنظيم النوم والتغذية يلعب دورًا كبيرًا في استقرار الحالة النفسية.

متى يجب زيارة الطبيب النفسي؟ العلامات الخطيرة التي لا يجب تجاهلها

قد يمر كل إنسان بفترات من الحزن أو الإرهاق العاطفي، ولكن هناك لحظات معينة يجب ألا تتردد فيها أبدًا في زيارة الطبيب النفسي لأن التأخير في طلب المساعدة قد يجعل الوضع أكثر سوءًا. الأطباء النفسيون يؤكدون أن الاكتئاب الحاد ليس مجرد “حالة نفسية عابرة”، بل اضطراب يحتاج إلى علاج مهني متخصص مثل أي مرض عضوي آخر.

فيما يلي الحالات التي تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا:

  1. عندما يستمر الحزن واليأس لأكثر من أسبوعين دون تحسن.
  2. عندما تشعر بفقدان السيطرة على أفكارك أو تبدأ تراودك أفكار عن الموت أو إيذاء النفس.
  3. عندما تفقد الرغبة في الحياة اليومية مثل العمل أو الدراسة أو حتى التحدث مع الآخرين.
  4. عندما تتأثر صحتك الجسدية بوضوح، مثل فقدان الوزن، الأرق المستمر، أو آلام مزمنة دون تفسير طبي.
  5. عندما تلاحظ أن حالتك تمنعك من أداء مسؤولياتك الطبيعية.
  6. عندما تبدأ تعاني من نوبات قلق أو بكاء مفاجئة لا تستطيع التحكم فيها.

في هذه المواقف، لا تنتظر أن “تتحسن وحدك”، لأن الاكتئاب الحاد يحتاج إلى خطة علاجية منظمة بإشراف طبيب مختص أو أخصائي نفسي. وأثبتت الدراسات أن التدخل المبكر يقلل من مدة العلاج ويمنع الانتكاس بنسبة تتجاوز 70%. تذكّر أن طلب المساعدة لا يعني الضعف، بل هو أول خطوة في طريق القوة والشفاء.

الأسئلة الشائعة

ماهي أعراض الإكتئاب الحاد جدا

تشمل الأعراض الحزن المستمر، فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، اضطرابات النوم، التعب المزمن، الشعور بالذنب واليأس، والأفكار الانتحارية في الحالات الشديدة.

ما هي آخر مراحل الإكتئاب

آخر مراحل الاكتئاب قد تتضمن انسحابًا كاملًا من الحياة الاجتماعية، فقدان الرغبة في أي نشاط، اضطرابات جسدية شديدة، أفكار انتحارية مستمرة، وشعور دائم بعدم الجدوى.

إلى ماذا يؤدي الإكتئاب الشديد

الاكتئاب الشديد يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية وجسدية مزمنة، ضعف الأداء في العمل والدراسة، مشاكل في العلاقات الاجتماعية، وفي الحالات الخطيرة، قد يؤدي إلى الانتحار.

ماهو أخطر نوع من الإكتئاب

أخطر نوع من الاكتئاب هو الاكتئاب مع أفكار انتحارية أو الاكتئاب المقاوم للعلاج، حيث لا تستجيب الأعراض للعلاج التقليدي بسهولة وقد تهدد الحياة.

كم سنة يدوم الإكتئاب الحاد

مدة الاكتئاب الحاد تختلف حسب الحالة والعلاج، وقد تستمر من عدة أسابيع إلى عدة أشهر، وفي بعض الحالات المزمنة يمكن أن تستمر لسنوات دون علاج مناسب.

ما هي أعلى درجات الإكتئاب

أعلى درجات الاكتئاب تتمثل في حالات الاكتئاب الشديد جدًا مع أفكار انتحارية، فقدان كامل للوظائف اليومية، وعزلة تامة عن الحياة الاجتماعية.

ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإكتئاب

الرسول ﷺ أكد على أهمية الصبر والدعاء والاعتماد على الله عند الشدة، كما حث على التفريغ النفسي من خلال الذكر والصلاة وطلب الدعم من الأهل والمجتمع.

ما هو أكبر مسبب للإكتئاب

أكبر مسبب للاكتئاب غالبًا هو التفاعل بين العوامل الوراثية، الكيميائية في الدماغ، والضغوط النفسية والاجتماعية المستمرة التي تؤثر على المزاج والصحة النفسية.

من تجربتي في تحليل هذا الموضوع، أرى أن الاكتئاب الحاد لا يجب أن يُعامل كوصمة أو كضعف في الإيمان أو الإرادة، بل كمرض يحتاج إلى علاج شامل يجمع بين الرعاية النفسية، الطبية، والدعم الاجتماعي. الكثير من الناس يعانون في صمت لأنهم يخافون من نظرة الآخرين أو لأنهم يعتقدون أن “الوقت كفيل بالشفاء”، لكن الحقيقة أن العقل مثل الجسد تمامًا، يحتاج إلى عناية وصيانة مستمرة. ما يهم حقًا هو أن تدرك أن الاكتئاب الحاد ليس نهاية الطريق، بل يمكن التغلب عليه بخطوات ثابتة تبدأ بـ:
  • الاعتراف بالمشكلة دون خجل
  • التحدث مع مختص نفسي تثق به
  • الاهتمام بالنوم، والغذاء، والنشاط الجسدي
  • الابتعاد عن العزلة، حتى لو كان التواصل بسيطًا
  • ممارسة الامتنان اليومي، لأنه يغير نظرتك للحياة تدريجيًا
إن الاكتئاب الحاد لا ينتصر على الشخص القوي، بل ينتصر على الصامت، لذلك كن صادقًا مع نفسك واطلب المساعدة متى ما احتجت إليها.

الخلاصة

إن أعراض الاكتئاب الحاد النفسية والجسدية ليست مجرد حالة مزاجية عابرة، بل هي جرس إنذار يخبرك أن جسدك وعقلك يطلبان المساعدة. الفارق بين من يشفى ومن يعاني هو الوعي والقرار المبكر بطلب العلاج. فكل لحظة تتأخر فيها، قد تزداد الأعراض عمقًا، لكن كل خطوة نحو العلاج هي خطوة نحو النور والتوازن. تذكّر دائمًا أن الاكتئاب الحاد قابل للعلاج، وأن هناك ملايين الأشخاص الذين تجاوزوه وعادوا لحياتهم بشكل صحي وسعيد. ابدأ بالتحدث اليوم، فالصمت لا يشفي، والاعتراف هو أول مفاتيح الراحة.

المراجع

  1. World Health Organization (WHO). (2023). Depression: Key facts. Geneva: WHO. متاح على: https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/depression
  2. Harvard Health Publishing. (2022). Understanding the physical symptoms of depression. Harvard Medical School.
  3. American Psychiatric Association. (2013). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (DSM-5). 5th edition. Arlington, VA: American Psychiatric Publishing.
  4. Kendler, K.S., & Gardner, C.O. (2019). Genetic and environmental risk factors in major depression: A review. Psychological Medicine, 49(7), 1020–1030. doi:10.1017/S0033291718001250
  5. Cuijpers, P., Karyotaki, E., Weitz, E., Andersson, G., Hollon, S.D., van Straten, A. (2016). The effects of psychotherapies for major depression in adults on remission, recovery and improvement: A meta-analysis. Journal of Affective Disorders, 202, 511–517. doi:10.1016/j.jad.2016.06.045
  6. Schuch, F.B., Vancampfort, D., Firth, J., Rosenbaum, S., Ward, P.B., Silva, E.S., et al. (2016). Physical activity and incident depression: A meta-analysis of prospective cohort studies. American Journal of Psychiatry, 175(7), 631–648. doi:10.1176/appi.ajp.2018.17111194

✍ كتب بواسطة أفنان عبد العزيز

author-img

Afnan Abdulaziz

افنان عبد العزيز، مدونة مقالات متخصصة وباحثة في مجال علم النفس، شغوفة بفهم السلوك البشري وتحليل الدوافع الداخلية، أكتب بأسلوب يجمع بين العمق العلمي والطرح المبسط ليستفيد القارئ من المعرفة النفسية في حياته اليومية، أؤمن أن الكلمة قادرة على إحداث تغيير إيجابي وإلهام الآخرين لاكتشاف ذواتهم، وأسعى لنشر محتوى موثوق وهادف وملهم يلهم القراء نحو النمو والتوازن النفسي.
Comments
No comments
Post a Comment
    NameEmailMessage