الاثنين، 20 أكتوبر 2025

كيف تتعامل مع الأشخاص السلبيين | أفنان عبد العزيز

كيف تتعامل مع الأشخاص السلبيين و تحافظ على طاقتك الإيجابية

كيف تتعامل مع الأشخاص السلبيين

ربما صادفت في حياتك شخصًا تشعر بعد لقائه بأن طاقتك انخفضت فجأة، وكأن شيئًا ما في داخلك انطفأ هذا ليس خيالًا، بل هو تأثير الأشخاص السلبيين. التعامل معهم قد يكون مرهقًا نفسيًا ويؤثر على حالتك المزاجية وإنتاجيتك وحتى علاقاتك. لهذا من المهم أن تتعلم كيف تتعامل مع الأشخاص السلبيين بطريقة ذكية تحافظ فيها على هدوئك وطاقتك دون الدخول في صراعات مرهقة وحياة مؤلمة.

هنا سنأخذك إلى مكان أكثر سلاما و أمانا بعيدا عن الأشياء التي تضرك بوعيك. في هذا المقال، سنتحدث بلغة بسيطة وواضحة عن كل ما تحتاج معرفته لتفهم هؤلاء الأشخاص وتتعامل معهم دون أن تسمح لسلوكهم أن يجرّك للأسفل. ستتعلم كيف تضع حدودًا قوية دون أن تشعر بالذنب، وكيف تبقى إيجابيًا مهما كان محيطك.

من هم الأشخاص السلبيون

الشخص السلبي (Negative Person) هو شخص يركّز دائمًا على الجوانب المظلمة في كل موقف، يرى الفشل قبل النجاح، ويشعر بالتهديد في أغلب المواقف. هو لا يستطيع النظر للحياة بنظرة متوازنة، بل يبالغ في التشاؤم والشكوى ويجد صعوبة في رؤية أي جانب جيد. غالبًا لا يدرك الشخص السلبي أنه سلبي، لأنه يعتبر نفسه واقعيًا أو “صريحًا أكثر من اللازم”، لكنه في الحقيقة يبث طاقة سلبية لكل من حوله.

ماهي صفات الأشخاص السلبيين

  • يكثرون من الشكوى دون البحث عن حلول.
  • يلومون الآخرين على فشلهم أو مشاكلهم.
  • ينشرون الإحباط في كل مكان يذهبون إليه.
  • يركزون على الأخطاء بدلاً من الإنجازات.
  • يجدون دائمًا سببًا يجعلهم “ضحايا الظروف”.

وهنا يجب أن تفهم أن التعامل مع هؤلاء لا يعني أن تبتعد عنهم فورًا دائمًا، بل أن تعرف كيف تحمي نفسك نفسيًا عند التعامل معهم.

ما هي علامات الشخص السلبي التي يجب الانتباه لها

لكي تعرف كيف أتعامل مع الأشخاص السلبيين، عليك أولًا أن تميّزهم بوضوح. فيما يلي أهم العلامات التي تدل على أنك تتعامل مع شخص سلبي:

  1. يتحدث دائمًا عن المشاكل أكثر من الحلول.
  2. يسخر من أفكار الآخرين أو يقلل من قيمتها.
  3. يشكك في نوايا الناس بشكل مستمر.
  4. ينشر الخوف من الفشل أو التغيير.
  5. لا يقدّر جهود الآخرين ويعتبر كل إنجاز “حظًا”.
  6. ينقل الطاقة السلبية في الأحاديث أو عبر تعابير الوجه ولغة الجسد.

هذه العلامات لا تعني أن الشخص “سيئ” بالكامل، ولكنها تنبّهك إلى أنه يحتاج وعيًا خاصًا منك أثناء التعامل.

ما أنواع الأشخاص السلبيين وكيف أتعامل مع كل نوع منهم بذكاء

لكي تتقن التعامل مع السلبية، يجب أولًا أن تفهم أن الأشخاص السلبيين ليسوا جميعهم على نمط واحد. هناك فروق في شخصياتهم، وطريقة تأثيرهم عليك تختلف من شخص لآخر. فهم هذه الأنواع يساعدك على وضع استراتيجية صحيحة عند التفكير في كيف أتعامل مع الأشخاص السلبيين.

أولًا: الشخص كثير الشكوى (The Complainer)

هذا النوع يعيش في دائرة من التذمر المستمر، يشكو من العمل، الطقس، الناس، والظروف. يبحث عن من يسمعه فقط، وليس عن من يساعده في إيجاد حل. عندما تستمع إليه لفترة طويلة، تبدأ طاقتك بالتراجع وتشعر بالضيق دون سبب واضح.

كيف تتعامل معه؟

  • لا تدخل في حلقة الشكوى معه، بل حوّل الحديث إلى موضوع عملي.
  • استخدم جمل مثل: "أتفهمك، لكن ما الحل الذي تراه ممكنًا؟"
  • حدّد وقتك معه، ولا تسمح له أن يستنزفك عاطفيًا.

ثانيًا: الشخص الناقد دائمًا (The Criticizer)

يرى أن كل ما تفعله “ليس كافيًا” أو “كان يمكن أن يكون أفضل”. مهما اجتهدت، لن يرضى، لأن نظرته للحياة قائمة على المقارنة والانتقاد المستمر.

كيف تتعامل معه؟

  • افصل بين رأيه وبين قيمتك الشخصية.
  • استخدم الثقة الهادئة بدل الدفاع.
  • قل له بهدوء: "أقدّر رأيك، لكني مرتاح للطريقة التي أفعل بها الأمور."

الهدف ليس إقناعه، بل إيقاف تأثيره عليك.

ثالثًا: الشخص الدرامي أو المبالغ في ردود فعله (The Drama Seeker)

يعيش على جذب الانتباه من خلال تضخيم الأمور. كل مشكلة عنده “كارثة”، وكل موقف بسيط “خيانة”. هذا النوع مرهق لأنه يسرّع نبض توترك دون أن تشعر.

كيف تتعامل معه؟

  • لا تنجر إلى الدراما.
  • قلّل التفاعل العاطفي وكن مستمعًا محايدًا.
  • لا تبرر ولا تحاول تهدئته طوال الوقت. حافظ على هدوءك الداخلي، لأن الدراما تموت عندما لا تجد من يغذيها.

رابعًا: الشخص السلبي المتخفي (The Passive Negative)

يبدو لطيفًا من الخارج، لكنه يرسل رسائل سلبية بطريقة غير مباشرة، مثل: “أكيد ما راح تنجح، بس جرب”، أو “ما أعتقد الوضع يتحسن”. كلامه يبدو عاديًا لكنه يزرع الشك فيك ببطء.

كيف تتعامل معه؟

  • كن واعيًا لمعاني كلماته، ولا تسمح لها بالتأثير في قراراتك.
  • استخدم الرد الإيجابي: "ربما، لكني سأحاول وأرى النتيجة."
  • لا تشرح كثيرًا، فالصمت أحيانًا هو أفضل رد.

خامسًا: الشخص المتشائم دائمًا (The Pessimist)

يرى أن كل شيء سيتجه نحو الأسوأ، ويعيش بعقلية “لا فائدة”. إنه يشبه العدوى النفسية، ينقل لك شعور العجز والملل.

كيف تتعامل معه؟

  • لا تحاول إقناعه بالتفاؤل، فذلك يزيد مقاومته.
  • استخدم الواقعية الإيجابية: "صحيح أن الوضع صعب، لكن دائمًا هناك فرصة للتحسن."
  • ضع حدودًا زمنية للحديث، ولا تنغمس في مناقشاته الطويلة.

سادسًا: الشخص المسيطر أو الناقد العدواني (The Controller)

يحاول دائمًا فرض رأيه أو جعلك تشعر أنك أقل منه معرفة. يتحدث بثقة مفرطة ويحاول السيطرة على مجرى الحوار.

كيف تتعامل معه؟

  • لا تدخل في منافسة معه.
  • استخدم الحزم اللطيف: "أفهم وجهة نظرك، لكن أفضّل أن أقرر بطريقتي."
  • تذكّر أن السيطرة تنتهي عندما لا يجد الطرف الآخر من يطيع تلقائيًا.

كيف أتعامل مع الأشخاص السلبيين في حياتي اليومية

قد لا تستطيع دائمًا الابتعاد عنهم، خصوصًا إذا كانوا زملاء عمل، أو أقارب، أو حتى أصدقاء قدامى. لذلك إليك استراتيجيات بسيطة تساعدك في التعامل اليومي معهم دون أن تتأثر سلبيًا:

  1. تعرف على حدودك العاطفية
    اعرف متى يبدأ شعورك بالانزعاج، واسمح لنفسك بالانسحاب بلطف من الموقف. قول “سأكمل الحديث لاحقًا” ليس هروبًا، بل احترام لطاقة نفسك.
  2. اختصر الوقت الذي تقضيه معهم
    ليس عليك مجاملة الجميع دائمًا. كل دقيقة تقضيها معهم هي طاقة تستنزف منك.
  3. غيّر الموضوع بذكاء
    إذا بدأ الحديث بالسلبية، حوّله إلى فكرة إيجابية أو سؤال عملي. مثلًا: “صحيح، لكن ماذا يمكننا فعله لتحسين الوضع؟”
  4. مارس الوعي الذاتي (Self-awareness)
    راقب مشاعرك وأفكارك أثناء التفاعل. هل بدأت تشعر بالإحباط؟ توقف فورًا وغيّر الاتجاه.
  5. أحط نفسك بأشخاص إيجابيين
    الإيجابية لا تأتي فقط من داخلك، بل من البيئة أيضًا. وازن بين طاقتك وطاقة من حولك حتى لا تختنق بالسلبية.
  6. تدرّب على قول “لا” بدون شعور بالذنب
    كلمة “لا” أحيانًا هي درعك النفسي. استخدمها بلطف ولكن بثبات عندما تشعر أن الموقف سيستنزفك.

كيف أتعامل مع الأشخاص السلبيين في العمل والعائلة بطريقة تحافظ على راحتي النفسية

التعامل مع السلبية في الحياة اليومية يختلف حسب البيئة التي تواجهها فيها. فالسلوك الذي يصلح مع زميل في العمل قد لا يناسب أحد أفراد العائلة. لذلك من الضروري أن تفهم السياق قبل أن تختار الطريقة المناسبة.

أولًا: كيف أتعامل مع الأشخاص السلبيين في العمل

العمل بيئة حساسة لأنك مضطر للتعامل مع زملاء أو رؤساء بشكل يومي، وقد لا يمكنك تجنّبهم بسهولة. وجود شخص سلبي في فريقك يمكن أن يؤثر على الأداء الجماعي ويخلق أجواء من التوتر.

  1. لا تأخذ الأمور بشكل شخصي
    حين ينتقدك زميل سلبي أو يحاول التقليل من جهدك، تذكّر أن ما يقوله يعكس حالته الداخلية وليس قيمتك. خذ نفسًا عميقًا، وقل لنفسك: “كلماته تخصه هو، لا تخصني.”
  2. قلل التواصل غير الضروري
    تعامل فقط في حدود العمل، وابقَ رسميًا وواضحًا. الاحتكاك الزائد يفتح الباب للسلبية لتتسلل.
  3. استخدم لغة مهنية حازمة
    كن لبقًا ولكن مباشرًا. مثلًا: “أقدّر رأيك، ولكن لنناقش الحل بدل المشكلة.” هذه العبارة تنقل الحديث من دائرة السلبية إلى دائرة العمل الفعلي.
  4. احمِ نفسك من العدوى النفسية
    الأشخاص السلبيون قد ينشرون التشاؤم في الفريق دون قصد. حافظ على توازنك عبر استراحة قصيرة أو حديث إيجابي مع زميل آخر.
  5. ركز على النتائج وليس الأشخاص
    عندما تركز على هدف العمل والنتائج، تقلّ فرص التأثر بالمزاجيات. ضع طاقتك في الإنتاج، لا في الردود.
  6. اطلب الدعم عند الضرورة
    إذا أصبح السلوك السلبي يؤثر على بيئة العمل، لا تتردد في التحدث إلى الإدارة أو قسم الموارد البشرية بطريقة محترمة. إخفاء المشكلة لا يحلها.

ثانيًا: كيف أتعامل مع الأشخاص السلبيين في العائلة

  1. افهم خلفيتهم النفسية
    أحيانًا يكون الشخص السلبي في العائلة مرّ بتجارب قاسية جعلته يرى الحياة من زاوية مظلمة. التعاطف لا يعني التبرير، لكنه يساعدك على فهم أعمق لتصرفاته.
  2. ضع حدودًا هادئة وواضحة
    يمكنك أن تقول: “أفضل ألا نتحدث عن هذا الموضوع الآن.” هذا لا يعتبر قسوة، بل حماية لنفسك من التوتر الزائد.
  3. غيّر طاقة الموقف
    بدلًا من مجادلة الشخص السلبي، غيّر اتجاه الحديث إلى شيء إيجابي أو ذكريات جميلة. الطاقة تتحوّل عندما تغيّر محور التركيز.
  4. كن قدوة بالإيجابية الواقعية
    لا تكن مثاليًا أو متفائلًا بشكل مصطنع، بل متزنًا. عندما يرون فيك هدوءًا واتزانًا، سيتأثرون بذلك ولو ببطء.
  5. استخدم الصمت كوسيلة ذكية
    في بعض الأحيان، الصمت أفضل من الجدال. عندما لا يجد الشخص السلبي من يرد عليه، سيتوقف تدريجيًا عن بث طاقته السلبية.
  6. ابحث عن الدعم النفسي أو الروحي
    إذا كان التعامل مع أحد أفراد العائلة مرهقًا جدًا، لا بأس بطلب المساعدة من مستشار نفسي أو شخص تثق به. إدارة العلاقات السامة ليست ضعفًا، بل نضجًا عاطفيًا.

❗❗❗ ملاحظة مهمة

الأشخاص السلبيين موجودون بكل مكان، لذلك عليك أن تتعلم كيف تتعامل معهم لا أن تهرب.

استراتيجيات نفسية فعّالة للتعامل مع الأشخاص السلبيين

التعامل مع السلبية لا يعتمد فقط على السلوك الظاهري، بل يحتاج إلى وعي داخلي عميق. فيما يلي استراتيجيات نفسية مدعومة من علم النفس تساعدك على الحفاظ على طاقتك وتوازنك:

  1. المرآة المحايدة
    تخيل نفسك مرآة لا تمتص السلبية بل تعكسها. حين يعبّر أحدهم عن غضبه أو تشاؤمه، لا تتفاعل فورًا، بل دعه يمرّ دون أن يترك أثرًا داخلك.
  2. درّب عقلك على الفصل العاطفي (Emotional Detachment)
    الفصل لا يعني القسوة، بل أن تتعلم كيف تفصل بين مشاعر الآخرين ومشاعرك أنت. عندما يتحدث الشخص السلبي، لا تتبنَّ مشاعره كأنها مشاعرك.
  3. مارس تقنيات التنفس العميق (Deep Breathing)
    التوتر الناتج عن السلبية يؤثر على جسدك أيضًا. تنفس ببطء وعمق أثناء الحوار، فهذا يهدئ الجهاز العصبي ويمنعك من الانفعال.
  4. استخدم “إعادة التفسير” (Reframing)
    بدل أن تفكر “هذا الشخص يزعجني”، قل لنفسك “هذه فرصة لأتدرّب على الصبر والحزم”. تغيير زاوية النظر يمنحك قوة داخلية.
  5. حدد نيتك قبل اللقاء
    قبل أن تتعامل مع شخص سلبي، قل لنفسك: “سأكون اليوم هادئًا، واضحًا، ومحايدًا.” هذه البرمجة الذهنية البسيطة تغيّر طريقتك في التفاعل.
  6. مارس التفريغ النفسي المنتظم
    بعد التفاعل مع الأشخاص السلبيين، مارس نشاطًا ينعشك نفسيًا مثل المشي، الكتابة، أو التأمل. التفريغ المنتظم يمنع تراكم التوتر.

عبارات عن الأشخاص السلبيين

  • الأشخاص السلبيون يرون الظلام حيث يوجد نور.
  • الطاقة السلبية معدية، فلا تسمح لها بالسيطرة على يومك.
  • الشخص السلبي لا يرى الفرص، بل فقط العقبات.
  • ابتعد عن من يشتكي دائمًا، فشكواه لا تحل شيئًا.
  • التأثير الأكبر للشخص السلبي هو على نفسك وليس على العالم.
  • التفاؤل لا ينجح مع من يصر على التشاؤم.

ما هي الأخطاء التي يجب تجنبها عند التعامل مع الأشخاص السلبيين

في رحلة تعلمك (كيف أتعامل مع الأشخاص السلبيين)، قد تقع في بعض الأخطاء التي تجعلك أكثر تأثرًا بهم بدل أن تحمي نفسك. إليك أهم هذه الأخطاء لتتجنبها:

  1. محاولة تغييرهم بالقوة
    أحد أكثر الأخطاء شيوعًا هو الاعتقاد أنك قادر على “إنقاذهم”. الحقيقة أن التغيير لا يأتي إلا من الداخل. كل ما يمكنك فعله هو أن تكون قدوة وأن تحافظ على طاقتك.
  2. الجدال معهم باستمرار
    الجدال مع الشخص السلبي يجعله أكثر تمسكًا برأيه، ويزيد من توترك أنت. اختر الصمت أو التغيير الذكي للموضوع بدل المواجهة المباشرة.
  3. التعاطف الزائد حتى على حساب نفسك
    اللطف فضيلة، لكن التعاطف المفرط يجعلك تمتص مشاعرهم السلبية. ضع حدودًا حتى لا تُستنزف عاطفيًا.
  4. إهمال نفسك بعد التعامل معهم
    التعامل مع السلبية يستهلك الطاقة، لذا احرص على إعادة شحن نفسك بعد كل لقاء مرهق. مارس نشاطًا إيجابيًا مثل المشي أو القراءة أو التأمل.
  5. محاولة كسب رضاهم بأي ثمن
    لن يرضى الشخص السلبي مهما فعلت، لأنه يرى العيوب دائمًا. افعل الصواب من وجهة نظرك، ولا تنتظر تصفيقه.
  6. تصديق نظرتهم للحياة
    عندما تسمع التشاؤم يوميًا، يبدأ عقلك الباطن بتبنيه. ذكّر نفسك دائمًا أن آراءهم ليست حقائق، بل انعكاس لمشاعرهم الداخلية.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

إذا بدأت تشعر بالتعب بعد محادثتهم، أو فقدت الحماس لأهدافك، أو أصبحت تنتقد نفسك كثيرًا بعد لقائهم، فهذه علامات على أنك تمتص طاقتهم دون وعي.

ليس دائمًا. الابتعاد خيار جيد إن كان ممكنًا، لكن في حالات العمل أو العائلة قد تحتاج فقط لتعلّم وضع حدود نفسية واضحة بدل القطيعة الكاملة.

نعم، لكن بشرط أن يريد هو التغيير. يمكنك فقط أن تكون قدوة وتقدم نموذجًا هادئًا ومتزنًا، لكن لا يمكنك إجباره على التفكير بإيجابية.

قلّل من متابعة الحسابات التي تنشر طاقة سلبية أو أخبارًا محبطة. استخدم خوارزميات المنصات لصالحك بمتابعة محتوى إيجابي يلهمك.

ابدأ بالحوار الهادئ. استخدم عبارات مثل: “أشعر أن نظرتنا للأشياء مختلفة، وأحب أن نركز على الحلول بدل المشاكل.” وإذا استمرت السلبية المفرطة، يمكن طلب استشارة زوجية لتقوية التواصل.

بالطبع، كل إنسان يمر بلحظات سلبية. الوعي هو الخطوة الأولى لتصحيح المسار. عندما تلاحظ نفسك تشتكي كثيرًا أو تنظر بسوداوية، توقف، وابدأ بتغيير طريقة تفكيرك.

من خلال خبرتي في التعامل مع مختلف أنماط الشخصيات، أؤمن أن الأشخاص السلبيين ليسوا “أعداء”، بل اختبارات لوعينا ونضجنا النفسي. كل لقاء معهم يمنحك فرصة لتقوية عضلة الصبر، وفهم نفسك أكثر. تعلمت أن أتعامل معهم كأنهم مرآة تظهر لي مدى قدرتي على التحكم في طاقتي، وليس كمصدر تهديد. الأشخاص السلبيون لن يختفوا من حياتك، لكن عندما تتعلم (كيف أتعامل مع الأشخاص السلبيين) بوعي، ستكتشف أنك لم تعد تتأثر بهم، بل أصبحت أنت من يؤثر إيجابيًا فيهم.

الخلاصة

في النهاية، التعامل مع السلبية ليس معركة، بل فنّ يعتمد على الوعي الذاتي، وضبط المشاعر، والقدرة على وضع حدود صحية دون أن تفقد إنسانيتك. تذكّر دائمًا أن طاقتك أغلى ما تملك، فلا تمنحها لمن يستهلكها دون وعي. افهم السلوك، ضع الحدود، ووجّه تركيزك نحو تطوير نفسك بدل محاولة إصلاح الجميع. بهذه الطريقة، ستعيش بسلام داخلي مهما كان محيطك مليئًا بالسلبية.

المراجع

  • Psychology Today – “How to Deal with Negative People”, 2023
  • Verywell Mind – “Emotional Boundaries and How to Set Them”, 2024
  • Harvard Business Review – “Managing Negativity in the Workplace”, 2022
  • The Gottman Institute – “Emotional Intelligence in Relationships”, 2023

✍ كتب بواسطة أفنان عبد العزيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليقاً مؤثراً

كيف تتعامل مع الأشخاص السلبيين | أفنان عبد العزيز كيف تتعامل مع الأشخاص السلبيين و تحافظ على طاقتك الإيجابية ربما ...