JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Accueil

كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة | أفنان عبد العزيز

كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة: الدليل الشامل للاستجابة الفورية وبناء المناعة

كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة

في عالم مليئ بالضغوطات والمشاكل الهزيلة من الطبيعي أن تعاني من التوتر، وعليك أن تتعلم كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة لأن ذلك لم يعد ترفاً بل ضرورة قصوى للنجاة والاحتفاظ بصفاء الذهن.

جميعنا مررنا بتلك اللحظات التي نشعر فيها بأن خيوط السيطرة قد أفلتت من أيدينا، وأن العقل يتسابق مع القلب في سباق محموم يهدد هدوئنا بالكامل، لكن الخبر السار هو أن السيطرة على ردود أفعالنا، بل وحتى تحويل التوتر إلى قوة دافعة، هي مهارة قابلة للتعلم والتطوير عبر تقنيات منهجية سنكشف عنها بالتفصيل هنا.


 

فهم التوتر: من الإشارة إلى الاستجابة الكيميائية

قد تتساءل كيف يمكن لشيء بسيط مثل مكالمة هاتفية أو ضغط الموعد النهائي أن يتحول إلى شعور فيزيائي طاغٍ، وهنا تكمن إجابة حقيقية حول (كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة).

ما يحدث في جسمك: دور الأدرينالين والكورتيزول

بمجرد أن يدرك عقلك الموقف الصعب، يطلق نظامك العصبي على الفور إنذاراً كيميائياً، ويأتي بطل هذه اللحظة وهو الأدرينالين الذي يجهزك للرد السريع عبر زيادة ضربات القلب وتدفق الدم للعضلات.

وبعد انتهاء ذروة الخطر المباشر، يدخل الكورتيزول، وهو الهرمون الذي يسمى "هرمون الإجهاد"، والذي يبقى لفترة أطول ليحافظ على حالة التأهب، وهو المسؤول عن الشعور المزمن بالإرهاق إذا طال أمده دون معالجة.

فهم هذه الآلية البيولوجية المبسطة هو في الواقع نصف الحل، لأنه يمنحك البصيرة اللازمة للتعامل الواعي مع ردود أفعال جسمك الكيميائية.

التمييز بين التوتر الإيجابي والتوتر السلبي (Eustress vs. Distress)

كثيراً ما نخلط بين التوتر كقوة دافعة وشيء معيق، ولكن في الحقيقة، التوتر ليس دائماً شريراً، فجزء كبير من كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة هو التمييز بين نوعيه.

النوع الإيجابي يُطلق عليه "Eustress"، وهو ذلك الشعور الحماسي الذي تشعر به قبل البدء في مشروع جديد مثير أو أثناء ممارسة التمارين الرياضية، وهو يحفز الأداء ويحسن التركيز ويعطي الحياة معنى.

أما النوع السلبي، أو "Distress"، فهو التوتر المزمن أو المفرط الذي يتجاوز قدرتك على التكيف ويؤدي إلى الإرهاق الجسدي والعقلي، وهذا هو النوع الذي نسعى إلى تخفيف آثاره.

تذكر أن الهدف ليس القضاء على التوتر تماماً، بل تحويل غالبية التفاعلات الصعبة من "Distress" إلى "Eustress"، مما يعني استخدام الضغط لتحقيق نتائج أفضل وليس للهدم.

خطة التحكم الفوري: استراتيجيات الـ 60 ثانية لتهدئة العقل

عند تصاعد التوتر بسرعة، تحتاج لعقل هادئ فورًا استراتيجيات الـ 60 ثانية تمنحك أدوات سريعة لتهدئة العقل والتحكم في ردود فعلك.

تقنية التنفس البطني المُعدلة: 4-7-8 (شرح عملي دقيق).

إحدى أسرع الطرق وأكثرها فاعلية لترويض الاستجابة الفورية للتوتر، وخطوة أساسية في كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة، هي تقنية التنفس 4-7-8 التي تعمل كزر إعادة ضبط لجهازك العصبي.

للقيام بها، اجلس بهدوء وحاول إخراج كل الهواء من رئتيك تماماً، ثم استنشق الهواء بهدوء عبر أنفك لمدة أربع ثوانٍ كاملة، مع التأكد من أن بطنك تنتفخ بدلاً من صدرك.

بعد ذلك، قم بحبس النفس داخل جسمك لمدة سبع ثوانٍ، وهذا الجزء هو الأهم لأنه يسمح للأكسجين بالانتشار الكامل في مجرى الدم وتهدئة القلب المتسارع.

أخيراً، أطلق الزفير ببطء شديد عبر فمك بصوت خفيف لمدة ثماني ثوانٍ كاملة، وكرر الدورة من ثلاث إلى أربع مرات حتى تشعر بالفرق الواضح في معدل ضربات قلبك.

ممارسة "الأرض الخمسة" (5-4-3-2-1): إعادة التوجيه الحسي في اللحظة الصعبة.

عندما تشعر بأن عقلك بدأ يتسارع بشكل لا يمكن السيطرة عليه، فإن ممارسة "الأرض الخمسة" تعد سلاحاً قوياً لإعادة توجيه وعيك نحو الواقع المحيط بك.

تعتمد هذه التقنية بشكل أساسي على حواسك الخمسة، حيث تبدأ بتحديد خمسة أشياء يمكنك رؤيتها بوضوح في محيطك، ثم أربعة أشياء يمكنك لمسها والإحساس بملمسها.

بعد ذلك، قم بتعيين ثلاثة أصوات يمكنك سماعها في الخلفية، تليها اثنتان من الروائح التي يمكنك شمها، وأخيراً، شيء واحد يمكنك تذوقه أو شعور طعمه في فمك.

هذه الجولة الحسية السريعة تجبر عقلك على مغادرة دائرة القلق الافتراضية والعودة إلى اللحظة الحالية، مما يمنحك سيطرة فورية على تفكيرك المشتت.

"فاصلة الإلهاء": استخدام نشاط حركي بسيط (كشرب الماء أو المشي خطوتين) لكسر الحلقة المفرغة.

أحياناً تكون اللحظة الفاصلة هي كل ما تحتاجه للنجاح في كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة، وهنا يأتي دور مفهوم "فاصلة الإلهاء" الذي يكسر نمط التفكير السلبي المتكرر.

تخيل أن التوتر هو الأغنية العالقة في ذهنك، والفاصلة هي أن تقوم بنشاط جسدي بسيط يوقف تشغيل هذه الأغنية فوراً.

يمكن أن يكون هذا النشاط شرب رشفة ماء بارد، أو النهوض والمشي خطوتين باتجاه النافذة، أو حتى عد أصابع يدك بتركيز شديد.

هذا الفعل الجسدي البسيط يعيد توجيه الانتباه ويمنح نظامك العصبي بضع ثوانٍ حيوية لإعادة المعالجة، مما يجعلك تعود للموقف بذهن أكثر صفاءً وجاهزية للحل.

🚨 خطة عمل التوتر الفورية: ماذا تفعل في أول 60 ثانية؟

عندما يضرب التوتر فجأة في موقف صعب، هذه هي خطواتك السريعة لاستعادة السيطرة في أقل من دقيقة.

1

لحظة "الشعور بالتوتر" ⚠️

الإشارة: خفقان القلب، ضيق التنفس، عرق اليدين، الأفكار المتسارعة.

2

وقف النزيف: تقنية التنفس البطني 4-7-8 🌬️ (أول 15 ثانية)

شهيق 4 ثوانٍ.
احبس 7 ثوانٍ.
زفير 8 ثوانٍ. (ملاحظة للمصمم: أيقونة رئتين أو شخص يتنفس)

3

إعادة التوجيه: تقنية "الأرض الخمسة" 🖐️ (15-30 ثانية)

5 أشياء تراها.
4 أشياء تلمسها.
3 أشياء تسمعها.
2 رائحة تشمها.
1 شيء تتذوقه. (ملاحظة للمصمم: أيقونة يد أو حواس)

4

التركيز على القابل للتحكم 💪 (30-45 ثانية)

اسأل نفسك: "ما الشيء الوحيد الذي أستطيع التحكم فيه الآن؟". ركز طاقتك عليه فقط. (ملاحظة للمصمم: أيقونة يد تتحكم أو دائرة تركيز)

5

استعادة السيطرة: خطوتك التالية 🎯 (45-60 ثانية)

حدد خطوة عملية واحدة صغيرة يمكنك اتخاذها لمعالجة الموقف. (ملاحظة للمصمم: أيقونة هدف وسهم)

تذكر: الممارسة تصنع الفارق! كلما تدربت، أصبحت أسرع في استعادة هدوئك.

فنون إعادة تأطير المواقف الصعبة (التحكم المعرفي)

إعادة تأطير المواقف الصعبة تمنحك القدرة على رؤية الضغوط من زاوية مختلفة تساعدك على الهدوء واتخاذ قرارات أفضل هذا الأسلوب المعرفي يُعد من أقوى الأدوات التي تحول التوتر إلى وضوح ذهني.

تحويل عبارة "يجب أن..." إلى "أختار أن...".

إحدى الطرق العميقة لإعادة برمجة عقلك في سياق (كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة) هي إزالة عبارات الإلزام الثقيلة واستبدالها بعبارات الاختيار التي تعزز شعورك بالسيطرة الذاتية.

  • تبدأ هذه التقنية بإدراك المرات التي تستخدم فيها كلمة "يجب" تجاه مهامك أو توقعات الآخرين، لأن هذه الكلمة تولد ضغطاً داخلياً هائلاً.
  • عندما تقول "يجب أن أكمل هذا التقرير"، حوّلها فوراً إلى "أختار أن أكمل هذا التقرير الآن" لأني أقدر إنهاء العمل في الوقت المحدد.
  • التحول من "يجب" إلى "أختار" ينقل المسؤولية من مصدر خارجي إلى إرادتك أنت، مما يخفف التوتر ويمنحك إحساساً إيجابياً بالقوة الشخصية.

التساؤل السقراطي: 3 أسئلة لتحدي الأفكار التلقائية السلبية.

لتفكيك الأفكار السلبية التي تساهم في التوتر، يمكنك استخدام الحكمة الفلسفية لطرح أسئلة أساسية تتحدى صحة تلك الأفكار التلقائية.

  • الدليل والواقع: ما هو الدليل الموضوعي الفعلي الذي يدعم هذا التفكير السلبي الذي أشعر به الآن؟
  • المنظور البديل: هل هناك طريقة أخرى، أقل سلبية، لتفسير هذا الموقف الصعب الذي أمرّ به؟
  • الفائدة العملية: ما هو الشيء الإيجابي أو الملموس الذي سأجنيه من الاستمرار في التفكير بهذه الطريقة القلِقة؟

استراتيجية "أسوأ/أفضل/الأكثر واقعية": تحليل محايد لنتائج الموقف.

تساعد هذه الاستراتيجية العقل على التخلص من المبالغة الكارثية في التفكير، وهي طريقة ممتازة لتحديد مساحة المناورة عند البحث عن (كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة).

  • الأسوأ على الإطلاق: ضع أسوأ سيناريو ممكن للموقف الحالي، واجعله كارثياً حتى النهاية، مع العلم أن هذا السيناريو نادراً ما يحدث فعلاً.
  • الأفضل على الإطلاق: تصوّر أفضل نتيجة ممكنة، والتي غالباً ما تكون غير واقعية أيضاً، لخلق توازن في التفكير.
  • الأكثر واقعية: حدد النتيجة الأكثر احتمالاً ومنطقية، واستخدم هذه النتيجة لتخطيط خطواتك القادمة بذهن هادئ وعملي.

استراتيجيات التحكم المخصصة لمواقف محددة

تختلف استجابة كل شخص للضغوط حسب الموقف والظروف المحيطة به هذه الاستراتيجيات المصممة خصيصاً تساعدك على التعامل مع مواقف محددة بفاعلية أكبر وتهدئة العقل سريعاً.

في العمل وتحت الضغط الزمني: تقنية "التقسيم الزمني" وتفويض المهام.

في بيئة العمل المليئة بالضغوط، لا يكفي فقط أن تتنفس بعمق، بل يجب عليك تبني استراتيجيات هيكلية تساعد في تحقيق كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة التي يفرضها الموعد النهائي.

تعتمد تقنية "التقسيم الزمني" على تقسيم المشروع الضخم والمخيف إلى فترات زمنية محددة وقصيرة، بحيث لا تعمل إلا على جزء واحد صغير في كل مرة، مما يزيل الشعور بالعبء الهائل.

كما أن التفويض الفعّال للمهام – إذا كان متاحاً – يعد تخفيفاً فورياً للضغط، فهو ليس ضعفاً بل ذكاءً إدارياً، حيث يمنحك الفرصة للتركيز على ما لا يمكن أن يقوم به غيرك من مهام ذات قيمة مضافة عالية.

في المواقف الاجتماعية: التركيز على تقنية "المستمع النشط" لتقليل القلق الذاتي.

بالنسبة للكثيرين، تخلق المواقف الاجتماعية توتراً كبيراً لأن التركيز يكون منصباً على الحكم الذاتي والتفكير في "ماذا يجب أن أقول" أو "هل أبدو جيداً".

لتخلص من هذا القلق، حول تركيزك بشكل كامل إلى الخارج من خلال تطبيق تقنية "المستمع النشط"، والتي تتطلب منك الانغماس في تفاصيل حديث الشخص الآخر والرد عليه بأسئلة عميقة وذات صلة.

عندما يصبح هدفك هو فهم الآخر بعمق بدلاً من محاولة إثارة إعجابه أو القلق بشأنه، فإنك بذلك تحول دائرة التوتر الداخلية إلى دائرة اهتمام خارجية صحية ومريحة جداً.

عند اتخاذ القرارات المصيرية: تحديد "مساحة الندم" المقبولة مسبقاً.

غالباً ما ينشأ التوتر الأكبر عند اتخاذ القرارات الكبرى ليس من القرار نفسه، بل من الخوف المفرط من الندم الذي قد يتبعه، وهو ما يعوق قدرتنا على كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة.

تقوم استراتيجية "تحديد مساحة الندم" على الاعتراف المسبق بوجود هامش للخطأ، وتقرر أنك ستقبل بنتيجة معينة حتى لو كانت أقل من المثالية، طالما أنك اتخذت القرار بناءً على أفضل المعلومات المتاحة آنذاك.

بوضع حدود واضحة ومقبولة للنتائج غير المرغوبة مسبقاً، فإنك تحرر عقلك من ضغط الكمالية المطلقة، مما يجعل عملية اتخاذ القرار أكثر هدوءاً وسلاماً داخلياً.

جدول مقارنة: توتر الموقف ونوع الاستراتيجية المناسبة

نوع التوتر (الموقف) الاستجابة الفورية الموصى بها (خلال دقيقة) التأطير المعرفي المقترح (إعادة برمجة التفكير)
توتر العمل والضغط الزمني "فاصلة الإلهاء": قم بتغيير وضعيتك (قف أو اشرب ماء). استخدم تقنية "التقسيم الزمني" بتقسيم المهمة الكبيرة إلى مهمتين صغيرتين جداً. تحويل "يجب أن" إلى "أختار أن": بدلاً من "يجب أن أنهي هذا"، قل: "أختار أن أركز على هذا الجزء الآن لأحققه". هذا يعزز الشعور بالتحكم.
التوتر الاجتماعي والعروض التقديمية تقنية "المثبت": ثبت قدميك على الأرض بقوة واشعر بالاتصال بالواقع. مارس "التنفس 4-7-8" مرة واحدة قبل بدء الكلام مباشرة. تحدي الأفكار: اسأل: "ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث فعلاً؟" و "هل أنا الوحيد الذي مر بهذا؟". تقبل أن القلق هو طاقة إثارة يمكن تحويلها.
التوتر العاطفي (الخلافات الشخصية) "التوقف العاطفي": أعلن حاجتك لفترة استراحة 5 دقائق. استخدم تقنية "الأرض الخمسة" لاستعادة تركيزك بدلاً من الانخراط الفوري في الجدال. فصل الهوية عن الموقف: ركّز على أن "الموقف صعب" وليس أن "أنا فاشل في العلاقات". استخدم التأطير القائل: "هذه لحظة صعبة، ولن تستمر".
التوتر الصحي والقرارات المصيرية إعادة التقييم الجسدي: لاحظ أين يتمركز التوتر في جسدك (كتفك، فكك). قم بشد وإرخاء تلك العضلة بسرعة لتخفيف التشنج. تحديد "مساحة الندم": تقبل أن أي قرار يحمل احتمالية الندم. ركّز على اتخاذ القرار *الأفضل بناءً على المعلومات المتوفرة الآن*.

الأدوات والموارد المبتكرة لتقليل التوتر

استخدام الأدوات والموارد المبتكرة يمكن أن يجعل التحكم في التوتر أكثر فعالية وسهولة. هذه الأساليب توفر دعماً عملياً وعلمياً لمساعدتك على تهدئة العقل والجسم بسرعة.

تطبيقات تتبع وتقييم المزاج اليومي.

في إطار البحث عن كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة، أصبحت التكنولوجيا شريكاً فعالاً في المراقبة الذاتية وفهم أنماط التوتر الشخصية.

  1. هذه التطبيقات، مثل Mood Tracker أو Daylio، تسمح لك بتسجيل حالتك العاطفية والمحفزات اليومية التي أدت إليها.
  2. تقوم التطبيقات بتحليل هذه البيانات وتقديم رسوم بيانية توضح لك الأوقات أو المواقف التي يرتفع فيها مستوى توترك بشكل متكرر.
  3. هذه الميزة تمنحك وعياً استباقياً، فبدلاً من الرد على التوتر، يمكنك توقع محفزاته وتجنبها أو الاستعداد لها مسبقاً، مما يعزز السيطرة الذاتية.

أجهزة الارتجاع البيولوجي (Biofeedback) وإمكانية استخدامها.

تمثل أجهزة الارتجاع البيولوجي قفزة نوعية في تفعيل السيطرة الإرادية على الوظائف الجسدية اللاإرادية، وهي أداة قوية ضمن استراتيجية التحكم في التوتر.

  1. تستخدم هذه الأجهزة مستشعرات بسيطة لمراقبة استجاباتك الجسدية للتوتر، مثل معدل ضربات القلب، أو درجة حرارة الجلد، أو نشاط العضلات.
  2. تعرض الأجهزة هذه البيانات على شاشة أمامك في الوقت الحقيقي، مما يجعلك ترى تأثير أفكارك ومحاولاتك للاسترخاء بشكل بصري مباشر.
  3. من خلال التدريب المتكرر، تتعلم كيف تتحكم في هذه الوظائف عبر تقنيات التنفس أو الاسترخاء، مما يمكنك من خفض معدل ضربات قلبك أو حرارة جلدك بنفسك، وهو تدريب عملي وملموس على السيطرة الداخلية.

📊 توتر العمل مقابل التوتر العاطفي: الاستراتيجية المناسبة

نوع التوتر (الموقف) الاستجابة الفورية الموصى بها (خلال دقيقة) التأطير المعرفي المقترح (إعادة برمجة التفكير)
توتر العمل والضغط الزمني "فاصلة الإلهاء": قم بتغيير وضعيتك أو اشرب ماء. استخدم تقنية "التقسيم الزمني" بتقسيم المهمة الكبيرة إلى مهمتين صغيرتين جداً (ابدأ بالأسهل). تحويل "يجب أن" إلى "أختار أن": بدلاً من الشعور بالإلزام، عزز سيطرتك بالقول: "أختار أن أركز على هذا الجزء الآن".
التوتر الاجتماعي (مقابلة/عرض) تقنية "المثبت": ثبت قدميك على الأرض لتشعر بالثبات الجسدي. مارس التنفس البطيء لمرة واحدة قبل البدء. تحدي الأفكار التلقائية: اسأل: "هل هذا القلق مبني على حقائق أم مجرد تخيلات؟". تقبل أن القلق هو شكل من أشكال الإثارة.
التوتر العاطفي (الخلافات/المشاكل الأسرية) "التوقف العاطفي": أعلن حاجتك لفترة استراحة قصيرة (5 دقائق). استخدم تقنية "الأرض الخمسة" لتهدئة الجهاز العصبي قبل العودة للمناقشة. فصل الهوية عن الموقف: ركّز على أن "هذا الموقف صعب وسيمر"، وليس أن "أنا شخص غير جيد في حل المشاكل".
التوتر الصحي والقرارات المصيرية إعادة التقييم الجسدي: حدد مكان التوتر في جسدك (الكتفين، الرقبة) وقم بشد وإرخاء تلك العضلة بسرعة. تحديد "مساحة الندم المقبولة": اعترف بأنك اتخذت القرار الأفضل بناءً على المعلومات المتاحة. تجنب محاولة التنبؤ بالمستقبل.

قصص نجاح من الحياة اليومية

لا شيء يوضح فاعلية استراتيجياتنا في كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة أكثر من قصص حقيقية لأشخاص نجحوا في تحويل لحظة الضغط إلى نقطة قوة.

دراسة حالة 1: تحويل الفشل إلى تعلم.

كانت "سارة" تشعر بالانهيار بعد تقديم عرض تقديمي فاشل أمام الإدارة، وبدلاً من الاستسلام لشعور الذنب، طبقت مبدأ إعادة التأطير المعرفي.

فبدلاً من أن تقول "أنا فاشلة"، قالت: "هذه التجربة كانت تدريباً قاسياً، وسأستخدم كل ملاحظة كقاعدة بيانات لتحسين العرض القادم لي بشكل جذري".

هذا التغيير البسيط في المنظور أعاد إليها هدوءها وحوّل التوتر الهدام إلى حافز إيجابي قادها لتقديم عرض مبهر بعد أسابيع قليلة فقط.

دراسة حالة 2: الهدوء في مواجهة الغضب.

واجه "أحمد" اتصالاً هاتفياً حاداً من عميل غاضب يهدد بقطع التعامل، وشعر جسده باستجابة الكرّ والفرّ التلقائية.

لكنه طبق تقنية "المستمع النشط" وتذكر أن اختياره هو تهدئة الموقف، فبدأ بطرح أسئلة هادئة وبناءة بدلاً من الدفاع عن نفسه، وسمح للعميل بالتعبير عن إحباطه بالكامل.

لم يقتصر الأمر على حل المشكلة بنجاح فحسب، بل شعر أحمد بشعور عميق بالسيطرة على رد فعله بدلاً من أن يكون ضحية لهجوم العميل.

في الختام، تذكر أن إتقان كيفية التحكم في التوتر أثناء المواقف الصعبة هو رحلة وليست وجهة، وهي تتطلب منك الممارسة المستمرة لتقنيات التنفس، وإعادة التأطير المعرفي، واستراتيجيات إدارة المواقف التي تعلمناها.

السيطرة الحقيقية تبدأ من الداخل، وبمجرد أن تتبنى هذه الأدوات العملية، ستجد أنك تحولت من شخص يتفاعل مع الضغط إلى شخص يختار استجابته بوعي وهدوء، مما يفتح لك أبواب المرونة والازدهار في مواجهة تحديات الحياة.

المراجع

  1. Benson, H. (1975). The Relaxation Response. New York: Times Books.
  2. Beck, J. S. (2011). Cognitive Behavior Therapy: Basics and Beyond (2nd ed.). New York: Guilford Press.
  3. Davis, M., Eshelman, E. R., & McKay, M. (2008). The Relaxation & Stress Reduction Workbook (6th ed.). Oakland, CA: New Harbinger Publications.
  4. Gevirtz, R. (2005). The race and the pace: A primer on biofeedback. Journal of Neurotherapy, 9(1), 17-23.
  5. Selye, H. (1974). Stress without distress. Philadelphia: Lippincott. (Covers the concept of Eustress and Distress).
author-img

Afnan Abdulaziz

افنان عبد العزيز، مدونة مقالات متخصصة وباحثة في مجال علم النفس، شغوفة بفهم السلوك البشري وتحليل الدوافع الداخلية، أكتب بأسلوب يجمع بين العمق العلمي والطرح المبسط ليستفيد القارئ من المعرفة النفسية في حياته اليومية، أؤمن أن الكلمة قادرة على إحداث تغيير إيجابي وإلهام الآخرين لاكتشاف ذواتهم، وأسعى لنشر محتوى موثوق وهادف وملهم يلهم القراء نحو النمو والتوازن النفسي.
Commentaires
Aucun commentaire
Enregistrer un commentaire
    NomE-mailMessage